بالقطع كنت أردد فى كل مناسبة أن هناك انحرافات مقلقة فى المسار الذى شقه ويواصل تعميقه نفر من الإعلاميين فى هذا البلد، انتهج الإثارة والتحريض والكذب والتحالف مع مخططات هدم الدولة قبل 2011 وبعدها، وكنت أتصور ـ بعد ثورة 30 يونيو العظمى ـ أن تدخل الدولة الجديدة فى مواجهة حاسمة ونهائية مع تلك العناصر ولحصار أدوارها وحضورها، ولكننى رأيت ثلاثة أساليب غريبة تتبعها الدولة مع الإعلام والصحافة، أولها (التعايش) مع هذه الرموز الصحفية والإعلامية وبعض (التضاغط) الموسمى المتقطع معها، وثانيها.. تحقير الصحافة والإعلام بعامة نحو خلق موجة عداء شاملة لهاتين الوسيلتين ولرهط العاملين فيهما، حتى صار الرطان السائد عند كل من يريد التفلسف والإفتاء برأى فى المسائل العامة هو مهاجمة الإعلام والصحافة وتحميلهم مسئولية أى إخفاق قومى أو تعثر فى خطوات التقدم والإصلاح، على الرغم من أن المنطق الطبيعى والبسيط، يقول إن الدولة تحتاج إلى الإعلام والصحافة وإلى أدوار يلعبانها فى نشر الوعى العام المساند لمشروع تلك الدولة سياسيا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا، وإذا تم ضرب الوسيلتين على هذا النحو غير المسبوق الذى يجرى حاليا فسنجد أنفسنا عاجزين عن الوقوف إلى جانب الدولة حين تحتاجنا.. وهى تحتاجنا، ومهما دفعتنا إلى موقف الدفاع عن أنفسنا أمام الجمهور بينما نحن (فى الصحافة والإعلام القومى أو الخاص) من دافع عن الدولة وخاض كل معاركها ببسالة وشرف، وكنا دائما مؤيدين برأى عام يثق فينا ويحترم إسهامنا الوطني، ولكن استمرار التقليل من الصحافة والإعلام يدفعنا الآن إلى موقف مغاير، أما الأسلوب الثالث الذى سارت فيه الدولة الجديدة فهو خلق نخبة صحفية وإعلامية جديدة تمثل كيانا موازيا للصحافة والإعلام التقليديين، ولكن الاستعانة بمجموعة من مجهولى التاريخ والنسب المهنى والمعرفى لم يبن إعلاما أو صحافة قوية للدولة، لا بل عمق انقساما واضحا بين مجموعتين صحفيتين وإعلاميتين، وهندس بوابة لتبادل الاتهامات، وروج فرصا لنشر ثقافة الإقصاء والإبعاد تحت ادعاء أن هذا (وجه قديم) وذاك يتحدث (لغة قديمة)، فيما لا يحمل أى من أفراد النخبة الجديدة أى مشروع جديد ويفشلون لدى إسناد أى مهمة لهم على نحو ساطع.
بالقطع كنت أردد فى كل مناسبة أن هناك انحرافات مقلقة فى المسار الذى شقه ويواصل تعميقه نفر من الإعلاميين فى هذا البلد، انتهج الإثارة والتحريض والكذب والتحالف مع مخططات هدم الدولة قبل 2011 وبعدها، وكنت أتصور ـ بعد ثورة 30 يونيو العظمى ـ أن تدخل الدولة الجديدة فى مواجهة حاسمة ونهائية مع تلك العناصر ولحصار أدوارها وحضورها، ولكننى رأيت ثلاثة أساليب غريبة تتبعها الدولة مع الإعلام والصحافة، أولها (التعايش) مع هذه الرموز الصحفية والإعلامية وبعض (التضاغط) الموسمى المتقطع معها، وثانيها.. تحقير الصحافة والإعلام بعامة نحو خلق موجة عداء شاملة لهاتين الوسيلتين ولرهط العاملين فيهما، حتى صار الرطان السائد عند كل من يريد التفلسف والإفتاء برأى فى المسائل العامة هو مهاجمة الإعلام والصحافة وتحميلهم مسئولية أى إخفاق قومى أو تعثر فى خطوات التقدم والإصلاح، على الرغم من أن المنطق الطبيعى والبسيط، يقول إن الدولة تحتاج إلى الإعلام والصحافة وإلى أدوار يلعبانها فى نشر الوعى العام المساند لمشروع تلك الدولة سياسيا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا، وإذا تم ضرب الوسيلتين على هذا النحو غير المسبوق الذى يجرى حاليا فسنجد أنفسنا عاجزين عن الوقوف إلى جانب الدولة حين تحتاجنا.. وهى تحتاجنا، ومهما دفعتنا إلى موقف الدفاع عن أنفسنا أمام الجمهور بينما نحن (فى الصحافة والإعلام القومى أو الخاص) من دافع عن الدولة وخاض كل معاركها ببسالة وشرف، وكنا دائما مؤيدين برأى عام يثق فينا ويحترم إسهامنا الوطني، ولكن استمرار التقليل من الصحافة والإعلام يدفعنا الآن إلى موقف مغاير، أما الأسلوب الثالث الذى سارت فيه الدولة الجديدة فهو خلق نخبة صحفية وإعلامية جديدة تمثل كيانا موازيا للصحافة والإعلام التقليديين، ولكن الاستعانة بمجموعة من مجهولى التاريخ والنسب المهنى والمعرفى لم يبن إعلاما أو صحافة قوية للدولة، لا بل عمق انقساما واضحا بين مجموعتين صحفيتين وإعلاميتين، وهندس بوابة لتبادل الاتهامات، وروج فرصا لنشر ثقافة الإقصاء والإبعاد تحت ادعاء أن هذا (وجه قديم) وذاك يتحدث (لغة قديمة)، فيما لا يحمل أى من أفراد النخبة الجديدة أى مشروع جديد ويفشلون لدى إسناد أى مهمة لهم على نحو ساطع.
نقلاً عن " الاهرام "